خاص: المصير
وصف أبو حمزة الناطق العسكري لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل، بأنه مجنون ومنفضل عن الواقع، وكل ما يسعى له هو استمرار الحرب بكل الطرق، ولا يهمه جيشه ولا شعبه، وأن السلطة هي هدفه الرئيسي، وبقاء الحرب يعني له الاستمرار في السلطة، لإن وقفها يعني له الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وأضاف أبو حمزة في سياق رده على مجموعة من الأسئلة المكتوبة لموقع المصير قائلا: "المعركة مع هذا العدو غير متكافئة على كل المستويات، فعدونا مدعوم من أقوى دول العالم، ما مكنه من إطلاق يده ليقتل ويدمر مستبيحاً الشجر والحجر والبشر، ونحن كمقاومة بالمقابل لا نمتلك إلا القليل من العتاد والعديد، إلا أن ما تمتلكه المقاومة من عناصر معنوية وعقائدية ملهمة شكلت لها دافعاً ومدداً روحياً سمح لها بالصمود في قتالها لعدوها برباطة جأش وشجاعة منقطعة النظير، حيث أربكت حساباته وحرمته من تحقيق أي هدف من أهدافه، ولم تعطه فرصة للتموضع في أية نقطة أو بقعة دون استهداف آلياته وجنده".
تدربنا علي حرب الشوارع والمدن وتكيفنا على جغرافية غزة
وتابع أبو حمزة: "علاوة على ذلك المقاومة تخوض أعقد وأصعب أنواع القتال (حرب المدن)، حرب تدربت عليها وأعدت لها عدتها التي تتناسب مع قدراتها وإمكاناتها، فجاءت النتائج متناسبة مع كل عملية عسكرية تنفذها في الزمان والمكان المناسبين، ما فاجأ العدو وأربك حساباته وجعله عاجزاً في مواجهته لمقاوم خفي يصله ويضربه وينسحب".
وأكد أبو حمزة أن مقاتلو المقاومة تكيفوا مع جغرافيا غزة بأزقتها وأنفاقها، فطوعوا ما فوق الأرض وتحتها لخدمة خططهم وأدواتهم القتالية للوصول إلى أهدافهم مشتبكين من نقطة الصفر.
كما أكد أبو حمزة على أن الانتصار على العدو قادم ومحقق بإذن الله، ومؤشراته ملموسة وتتعاظم يوماً بعد يوم في كل مواجهة حدثت أم ستحدث.
_ التنسيق العسكري المفتوح بين فصائل المقاومة في كامل القطاع صعب
وفي رده على سؤال عن العمليات العسكرية للمقاومة في قطاع غزة، هل تكون بالاتفاق مع جميع الفصائل الأخرى أم أن القيادة العسكرية منفصلة مقابل التنسيق السياسي؟
أجاب أبو حمزة قائلا: "العمليات العسكرية في قطاع غزة لها طابعها المعقد والخاص، ويصعب فيها التنسيق المفتوح بين الفصائل على المستوى المركزي للقيادة، ويبقى التنسيق بين الفصائل في بعض العمليات العسكرية بناءً على الحاجة الميدانية، وحسب الطبيعة الجغرافية التي يحتكم لها المقاتلون في دفاعهم عن أية بقعة يتقدم إليها العدو، فالعلاقة بين مجاهدي الفصائل، وخاصةً الإخوة في سرايا القدس والقسام قوية، وكذلك الفصائل الأخرى، ما يسمح لأبناء البقعة الصغيرة أو الكبيرة منها بالتعاون بينهم بحسب ما تتطلبه كل عملية، و هذا ما يفرضه الميدان ويتكيف معه المقاتلون، والقرار والموافقة والتشجيع للمجاهدين من قيادتهم حول ذلك حاصل دون أي تحفظ". مضيفا أن التنسيق السياسي، ميسّر ومفتوح ومستمر، وعلى درجة عالية من الأداء.
_ رفح لن تجلب لهم إلا مزيدا من الهزائم
وحول صفقات التهدئة ووقف الحرب وإذا ما كان الكيان الصهيوني سيرضخ لشروط المقاومة، أم أن الأمر سيتغير طالما واصل العدو عمليته في رفح؟
فكانت إجابة الناطق العسكري باسم سرايا القدس كالتالي :
العدو يراوغ ويناور، وما نراه هو أن نتنياهو ومن معه من مجانين في حكومته مفصولون عن الواقع، ولا يمارسون أي نوع من السياسة، ولا يهمهم إلا أن تستمر الحرب، فاستمرارها يؤمن لهم مستقبلهم في الحكم، ويبعدهم عن المحاكمات، كما ويبعدهم عن مخاوف سقوط الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة. وهؤلاء الفاسدون لا يهمهم جيش ولا شعب، لأنهم ينظرون باحتقار إلى ما دونهم من شعوب.
فالسلطة، والسلطة فقط، هي كل همهم، وأي اتفاق يقربهم إلى هذه المخاوف لن يقبلوا به، وإن ما سيجبر هذه الحكومة الفاسدة على قبول أي اتفاق، بحسب ما نراه، هو أن يصل جيشهم إلى المستوى الذي يفرض عليه عدم القدرة على الاستمرار في الحرب، وعدم القدرة على تحمل المزيد من الخسائر دون أي مكسب سياسي، حينها سيكون لكل حادث حديث.
أما دخوله رفح، بناء على مخططاته العسكرية، لم يجلب له إلا مزيداً من الهزيمة.
وحول ذخيرة المقاومة وأن جيش الاحتلال يتعمد إطالة الحرب بهدف إنهاء ذخيرة وعتاد المقاومة
قال أبو حمزة بشكل حاسم :
نحن نتعامل مع العدو الآن في غزة تعامل المحتل لأرضنا، وما يعتقده العدو ويعمل عليه من حسابات بهذا الشأن نرى أنه لا قيمة لها، فهو جرب غزة من قبل، كما جربها قادته الذين كانوا يتصفون بالقدرات العسكرية الكبيرة، أمثال دايان، ورابين، وشارون، فانسحبوا منها، ولم تكن غزة في زمانهم قوية عسكرياً كما هي الآن، بل لا توجد أية مقارنة بين ماضي غزة وحاضرها لنتحدث عنه، فكل شيء الآن مختلف، فعندما نصف عدونا بالمحتل، هذا يعني لنا أننا سنقاتله حتى الرصاصة الأخيرة.
وهنا يعلم العدو أن قتاله لسنوات في غزة لن يحقق له أهدافه، فالذخائر التي بحوزتنا يصعب حصرها من عتاد وأنواع، والقدرة الخلاقة على التصنيع في أقصى الظروف لا تزال موجودة، رغم ذلك نحن لا نستهين بقدرات عدونا، فنحن نجري حساباتنا على ذلك في قتالنا معه، وعليه بالمقابل ألا يستهين بقدراتنا، فقادم الأيام هو القول الفصل بينا وبينه.
وفي سياق اجابته عن سؤال حول تخطيط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتعيين حاكم عسكري لغزة ؟
قال أبو حمزة: "مستقبل العدو إلى زوال، هذه حتمية قرآنيه نؤمن بها ونعمل عليها، وما كان مستحيلاً في أزمان مضت أصبح الآن ممكناً ومقبولاً للعقل والمنطق، فجيش العدو لم يعد مقنعاً لشعبه في تحقيق أية درجة من الأمان له ولمستقبله، فكيف به أن يكون مقنعاً في حكمه عسكرياً في غزة، إن استطاع، فمرحباً به في جحيم غزة! وإن لم يستطيع، فما نقوله من حتمية زوال كيانه حاصل ومؤكد، بإذن الله القدير".